الوسم: جنسانية
-
“بتسمَحلي إستاذ؟”: عالم الرجال بين الحقيقة والمفروض
سوف أبدأ بالحديث عن عمران،1 زميلي في دورة الترجمة. رجلٌ في الخمسينات من عمره، طويلٌ، ضخمُ البنية، صوته رخيمٌ ومرتفعٌ دائمًا. فاجأني عمران في أحد الأيّام بعد أن أنهى مكالمةً هاتفيّةً قائلًا: “أنا لا أبكي يا ورد! والدي الله يسامحه ربّاني أنا وثلاث أخوات بنات، ولم يكن يسمح لي بأن أبكي. كان كلّما رأى دموعي صرخ […]
-
الاغتراب والهوية
احترفت دوماً تمويه الحنين بأسماء مختلفة، ألفظها على عجل كمن يعترف بتهمة. لم أخشَ يوماً شيئاً كقلبي! أنكرته ما استطعت منذ أن ركبت سيارة الأجرة باتجاه المطار لم ألتفت للخلف. ست سنوات من التحجر ظننت فيها أنني نجوت من وحش العاطفة لتوقظه اليوم زينة الميلاد! الشوارع ملونة تملأها الأضواء وأنا أرتدي خطوتي الرمادية صوب قهوة […]
-
أن أرتدي الخوف كهوية
هل خبِرتَ جِبالَ الخوفِ؟ في غابةِ المرتفعاتِ تِلك، كنتُ أركضُ من دون وجهة. هناكَ، لا مكانَ إلا للهرب… أركضُ وأتركُ كل صناديقِ المكان، وحدها رأسي كانت بيتي. بيتٌ بلا جدرانٍ أقيم فيه! *** هذا ما توقفتُ عن المسير لأكتبه. في الواقع، أنا أخرج للمشي كل يوم. بدأَت القصة من حاجتي للحركة في بلادٍ يطمرها الثلج […]
-
رجلٌ عابرٌ في الغربة: كيف أصبَحت هويتي الجندرية سيرَتي الذاتية
عندما كنتُ صغيرًا، كنتُ ضائعًا بين الأسئلة. أكتب اليوم كي لا يضيع طفلٌ آخر. إن لم تكُن أنتَ أنتَ، فلن تكون قادرًا على السير في أي طريق، كل ما ستتقنهُ هو تجنّب المرايا! مختلفًا وسط التشابه بجانب الورقة التي أكتب عليها هذا المقال، قائمةٌ بالمهام التي عليّ أن أنجزها، وطلبات العمل التي أريد أن أرسلها، […]
-
تحت ظلّ ذاك العلم
لم يكن أمراً مستهجناً في طفولتي أن أؤدّي تحية العلم لثلاثة أعلام، وليس لواحد كما هو متعارف عليه، في كل خميس وسبت في مدارس وكالة التشغيل والغوث للفلسطينيين في سوريا، الأول علم الأونروا والثاني علم فلسطين، أما الثالث فهو العلم السوري. شرخ الإنتماء الأول! في البداية ظننت أنّ هذا هو الحال مع الجميع، فأنت لاتدرك […]