الوسم: أدب مهجر
-
“في طفولتي كان معيباً أن نعرف عن أسماء أمهاتنا”… أسماؤنا في الوطن والغربة
منذ بدأت الرسم وقّعتُ أعمالي بثلاث طرق مختلفة، بأسماء ثلاثة كلها أسمائي! في البداية حين كنت لا أزال في سوريا تألف توقيعي من اسمي الأول مع اسم عائلتي باللغة الإنجليزية. ثم أصبح في سنواتي الأولى في السويد اسم العائلة بالإنجليزية. والآن صرت أوقع باسمي الأول فقط، لكن باللغة العربية. تبدل توقيعي بتبدل شعوري تجاه اسمي. […]
-
من فاته مخيم اليرموك في وقفة العيد… فاته كيف يتقن اللاجئون الفرح
قطفت رأسي عني، تركته على عتبة البيت، تركت كل ما زاد على وزن الظل وأخذت قلبي، فيه والداي. علقته كبالون فوقي كي لا أراه وأنا أشق طريقي، لكنه إلى اليوم لم يزل يلاحقني! لكل مكان ناره يشعل السويديون النار في 30 نيسان/ أبريل لإحراق الماضي وإفساح المجال أمام المستقبل الجديد. في لقطة من عالم موازٍ، […]
-
كلنا نبحث عن ستر نجاة نرتديها..
36 نقطة برتقالية صغيرة فوق سجادة ماء واسعة وكحلية، تحت سماء سوداء يثقبها قمر. البحر مسطرة! صرخ مبشراً من يقود البلم، ابتسمت في سري، لا مكان للخطوط المستقيمة في هذا العالم، كما لا أمان لأي ماء… رجل تركي يعطينا تعليمات صارخاً بكلماتٍ لم نفهمها لكنها كانت صوت النجاة الوحيد فتبعناه بحدسنا كالقطط. بين قدمي جلس […]
-
“من يشتري لوحة تفوح منها رائحة الخبز؟ “… عن بيوتنا وأصدقائنا وغربتنا
لكي أنضج كان علي أن أتوقف عن رسم شامتكِ على كل النوافذ، وأن أرتدي بدلةً رسمية عوضاً عن الغيوم. هل فقدتُ الشعر وأنا أركض خلف الرغيف؟ هناك جدار سميك بيني وبين نفسي، جدار شفاف، لا أراه. ما عدتُ أصطاد الجَمال. صار علي أن أطارد لقمة العيش والطريق إليها لا يتسع لي ولأحلامي. الناس يتصرفون بشكل […]
-
“بتسمَحلي إستاذ؟”: عالم الرجال بين الحقيقة والمفروض
سوف أبدأ بالحديث عن عمران،1 زميلي في دورة الترجمة. رجلٌ في الخمسينات من عمره، طويلٌ، ضخمُ البنية، صوته رخيمٌ ومرتفعٌ دائمًا. فاجأني عمران في أحد الأيّام بعد أن أنهى مكالمةً هاتفيّةً قائلًا: “أنا لا أبكي يا ورد! والدي الله يسامحه ربّاني أنا وثلاث أخوات بنات، ولم يكن يسمح لي بأن أبكي. كان كلّما رأى دموعي صرخ […]
-
الاغتراب والهوية
احترفت دوماً تمويه الحنين بأسماء مختلفة، ألفظها على عجل كمن يعترف بتهمة. لم أخشَ يوماً شيئاً كقلبي! أنكرته ما استطعت منذ أن ركبت سيارة الأجرة باتجاه المطار لم ألتفت للخلف. ست سنوات من التحجر ظننت فيها أنني نجوت من وحش العاطفة لتوقظه اليوم زينة الميلاد! الشوارع ملونة تملأها الأضواء وأنا أرتدي خطوتي الرمادية صوب قهوة […]
-
حبّ بانتظار لمّ الشمل!
“أصبحُ جائعاً لك في كل مدينة جميلة، الشوارع الجديدة تنمو كعروق جديدة في يدي اللتين مهما امتدتا لا تصلان إليكِ. أصبحُ شرساً في الأماكن الطرية، دفؤها يذكرني بنعومة وجهك وأنا أكره الدفء!”. هذا ما كتبته يوماً لحبيبتي من مطار ليون الفرنسي، عائداً إلى السويد. مر عيد الحب وأنا أمضي أيام الحب هذه السنة وحيداً أيضاً، […]
-
حين أصبحنا آباءً لوالدينا…
أصبحتُ رقيقاً! ربما لأنني صرتُ في عمر الآباء، فللأبِ قلبٌ أكبر من قلب أبنائه، والقلب الكبير معرضٌ للطعن أكثر. لم أعد صبياً صغيراً إذاً. قد يخالفني الرأي الكثير من الأبناء في مجتمعاتنا التقليدية لكن لنفترض أنني أتكلم عن الفطرة في الإنسان. فهل لكل الآباء رفاهية العاطفة؟ ماذا لو كان الجوع ضيفاً حاضراً على المائدة؟ هل […]
-
فنجان قهوة أنثوي!
“عاد زوجي وهو يصرخ: بسرعة حطي عراسك الحجاب وخلينا نطلع! نطلع؟ نترك البيت؟ لوين؟ ليش؟ والولاد مين بده يخبرهم وين رحنا؟ كنت عم أسأله وأنا عم لملم اوراقنا… هوياتنا، أوراق البيت، جوازات السفر. صار يقللي المسلحين فاتوا المخيم، عم يشتبكوا مع النظام، بأي لحظة رح يقصفوا المخيم… يلا… اسرعي”. خرجت السيدة ص.د. بالجزمة القديمة، لأن […]
-
رجلٌ عابرٌ في الغربة: كيف أصبَحت هويتي الجندرية سيرَتي الذاتية
عندما كنتُ صغيرًا، كنتُ ضائعًا بين الأسئلة. أكتب اليوم كي لا يضيع طفلٌ آخر. إن لم تكُن أنتَ أنتَ، فلن تكون قادرًا على السير في أي طريق، كل ما ستتقنهُ هو تجنّب المرايا! مختلفًا وسط التشابه بجانب الورقة التي أكتب عليها هذا المقال، قائمةٌ بالمهام التي عليّ أن أنجزها، وطلبات العمل التي أريد أن أرسلها، […]
-
تحت ظلّ ذاك العلم
لم يكن أمراً مستهجناً في طفولتي أن أؤدّي تحية العلم لثلاثة أعلام، وليس لواحد كما هو متعارف عليه، في كل خميس وسبت في مدارس وكالة التشغيل والغوث للفلسطينيين في سوريا، الأول علم الأونروا والثاني علم فلسطين، أما الثالث فهو العلم السوري. شرخ الإنتماء الأول! في البداية ظننت أنّ هذا هو الحال مع الجميع، فأنت لاتدرك […]
-
البارحة أثناء نومكِ..
الموسيقى كالماء تأخد لون من يسمعها .. إني على خط التماس .. من يسكن هذه الأصوات؟ وكيف لي أن أعرف الكلمة الصحيحة لأنطقكِ فتكوني؟كيف أُبعدُ الوقت عنكِ وهو كل ما بيننا؟ على الوقتِ أن يصير يداً، يجب أن تنمو له أصابع، و لو أنني جمعت كل اللحظات التي تأملتُ فيها ابتسامتك لحصلتُ على قلبي ! […]
-
لعل السما عيون أحدهم …
لم أكن أعلم أنني طفل حزين إلى أن عرفت أسماء الأشياء، و منذ قالوا لي أن هذا الملح في عيني يسمى دمعا بت أخشى البحر. لا بد أن هناك طفلا كبيرا بحجم أن يكون حزنه مطرا. لعل السما عيون أحدهم . من يدري من أين يسقط كل هذا الماء؟ لعله حزن الله… هو من يبكي […]
-
زجاجة خمر البارحة..
كان يكتب كل يوم رسالة .. يسلك طريق الجبل الوعر ليصل قمة الجرف .. يلفها و يزجها بزجاجة خمر البارحة و يرميها .. هو ساعي البريد الوحيد لتلك القرية التي قطعت الحرب أخبارها وغاب عنها شبابها فبقيت للعجائز والعذارى والأطفال .. يلف شوارع القرية كل صباح ويجمع الرسائل وفي المساء يفتحها وينظر فيها طويلا يشمها […]
-
أبواب .. كالعَلمِ في البلدان الآمنة…
ما كانت تعلم الشجرة أنها تمد قاتلها بالأكسجين لينمو و يشتد ساعداه ، و ما كان يعرف هو سبب الضيق في تنفسه بعد أن قطعها !! النجار الذي صنع منها بابا بريء من ذنبها كذلك الذي صنع الصليب . و الباب بدوره بريء من ضفتيه من يغلقه و من يطرقه .. أنا بدوري أصيغ سمعي […]
-
في بلادي..
أكتب للنائمين لأحمل وقتهم عنهم فتتسع و سائدهم لأحلام أخف.. ولأنك تبكين وحدك أرش الملح في طرقات البلاد البعيدة لأخدع الحزن فيأتي إلي و يترك دموعك . ولأنها هزمتني و انتصرت للشريعة أحدثك عن إله جديد لم يصلوا له بعد ..فبقي حيا في سماء ما يربي السكينة ! في بلادي يقتلون الله باسمه لذا تبدو […]