-
جدتي مريضة، شيء ما لم يعرف الأطباء تشخيصه يضغط على الرئة فلا تستطيع التنفس. على الشاشة يبيعون فلسطين للمرة الألف. هذه المرة في مكة! أنا خلف الشاشات كالعادة، شاشة الهاتف، شاشة التلفاز، أو شاشة اللابتوب.أضع موبايلي على وضع الصامت خوفاً من أي اتصالٍ يأتي من دمشق لا أريد سماعه، فأتفقده عشر مرات في خمس دقائق،…
-
منذ بدأت الرسم وقّعتُ أعمالي بثلاث طرق مختلفة، بأسماء ثلاثة كلها أسمائي! في البداية حين كنت لا أزال في سوريا تألف توقيعي من اسمي الأول مع اسم عائلتي باللغة الإنجليزية. ثم أصبح في سنواتي الأولى في السويد اسم العائلة بالإنجليزية. والآن صرت أوقع باسمي الأول فقط، لكن باللغة العربية. تبدل توقيعي بتبدل شعوري تجاه اسمي.…
-
36 نقطة برتقالية صغيرة فوق سجادة ماء واسعة وكحلية، تحت سماء سوداء يثقبها قمر. البحر مسطرة! صرخ مبشراً من يقود البلم، ابتسمت في سري، لا مكان للخطوط المستقيمة في هذا العالم، كما لا أمان لأي ماء… رجل تركي يعطينا تعليمات صارخاً بكلماتٍ لم نفهمها لكنها كانت صوت النجاة الوحيد فتبعناه بحدسنا كالقطط. بين قدمي جلس…
-
بدأت حديثاً بتلقي دروس للرسم بالألوان الزيتية، لطالما تجنبت هذه الألوان التي تتطلب رفاهية المكان والوقت، وهما ما افتقرت لوفرتهما طوال حياتي. عندما تبدأ بالرسم بالألوان الزيتية لا يجف اللون سريعاً كما في ألوان الأكريليك، ما يتيح لك إمكانية التعديل أو المحو. أكتب ما أكتبه بعدما هربت من أمام شاشة التلفزيون التي تسمرت أمامها أراقب…
-
سوف أبدأ بالحديث عن عمران،1 زميلي في دورة الترجمة. رجلٌ في الخمسينات من عمره، طويلٌ، ضخمُ البنية، صوته رخيمٌ ومرتفعٌ دائمًا. فاجأني عمران في أحد الأيّام بعد أن أنهى مكالمةً هاتفيّةً قائلًا: “أنا لا أبكي يا ورد! والدي الله يسامحه ربّاني أنا وثلاث أخوات بنات، ولم يكن يسمح لي بأن أبكي. كان كلّما رأى دموعي صرخ…
-
احترفت دوماً تمويه الحنين بأسماء مختلفة، ألفظها على عجل كمن يعترف بتهمة. لم أخشَ يوماً شيئاً كقلبي! أنكرته ما استطعت منذ أن ركبت سيارة الأجرة باتجاه المطار لم ألتفت للخلف. ست سنوات من التحجر ظننت فيها أنني نجوت من وحش العاطفة لتوقظه اليوم زينة الميلاد! الشوارع ملونة تملأها الأضواء وأنا أرتدي خطوتي الرمادية صوب قهوة…
-
“أصبحُ جائعاً لك في كل مدينة جميلة، الشوارع الجديدة تنمو كعروق جديدة في يدي اللتين مهما امتدتا لا تصلان إليكِ. أصبحُ شرساً في الأماكن الطرية، دفؤها يذكرني بنعومة وجهك وأنا أكره الدفء!”. هذا ما كتبته يوماً لحبيبتي من مطار ليون الفرنسي، عائداً إلى السويد. مر عيد الحب وأنا أمضي أيام الحب هذه السنة وحيداً أيضاً،…
-
أصبحتُ رقيقاً! ربما لأنني صرتُ في عمر الآباء، فللأبِ قلبٌ أكبر من قلب أبنائه، والقلب الكبير معرضٌ للطعن أكثر. لم أعد صبياً صغيراً إذاً. قد يخالفني الرأي الكثير من الأبناء في مجتمعاتنا التقليدية لكن لنفترض أنني أتكلم عن الفطرة في الإنسان. فهل لكل الآباء رفاهية العاطفة؟ ماذا لو كان الجوع ضيفاً حاضراً على المائدة؟ هل…