لم أكن أعلم أنني طفل حزين إلى أن عرفت أسماء الأشياء، و منذ قالوا لي أن هذا الملح في عيني يسمى دمعا بت أخشى البحر. لا بد أن هناك طفلا كبيرا بحجم أن يكون حزنه مطرا. لعل السما عيون أحدهم . من يدري من أين يسقط كل هذا الماء؟ لعله حزن الله… هو من يبكي . لا بد أنه وحيدا هناك وحيد .. ليس هناك من يفهمه. أو من يشكو إليه . ربما حاول أن يسمعوه .لست أدري!
و اليوم أعلم أن ما سموه حزنا هو صديق فرض علي، وأنني سأمضي حياتي بجانبه. ما عدت أخشاه . في الماضي حاولت دائما التغلب عليه والفكاك منه. فهو ثقيل . كنت أرميه و أركض للآخرين لأملأ بهم فراغه .. ثم يغادرون و يعود إلي وقد أصبح أكبر مما كان. ولأنني فهمت ما سيحدث كل مرة صرت أذهب للآخرين و أنا ممسك بيده و لا أفلتها قانعا به وغير مضطر للإمساك بيد أحدهم ليفلتني بدوره.

Leave a Reply